درس الإيمان بالغيب من الدروس المهمة لأنه يوضح بجلاء مفهوم الإيمان وحقيقته، ويعرف الغيب بأنواعه، وكذا العلاقة بينهما، وأخيرا يظهر الأثر الإيجابي للإيمان بالغيب على مستوى تصور وسلوك الإنسان من خلال التذكير بقصة سيدنا يوسف عليه السلام وكيف أن الإيمان بالغيب كان حصنه الحصين ضد الوقوع في الفواحش والتحلي بالفضائل.
تعريف
أ- الخوف من الله والرجاء في فضله ورحمته
ب- حب الله أكثر من النفس والمال والأهل.
ج- الرضا بالقضاء والقدر. د- شكر الله على النعم.
ما يجب معرفته
ما ينبغي معرفته في هذا المحور هو أن الإيمان اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح وأركانه ستة، كما أن شروطه: الخوف والرجاء وتقديم محبة الله على محبة النفس والمال والأهل، والرضا بالقضاء والقدر والشكر على النعم.
تعريف
أ- الغيب لغة: ما غاب عن حواسنا بحيث لا يرى
ب- الغيب اصطلاحا: ما استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحدا إلا من ارتضى من خلقه.
هو الغيب الذي استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحد من الخلق سواء ملكا مقربا أو حتى نبيئا مرسلا، ومثل ذلك وقت قيام الساعة وزمن قبض الأرواح....
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [سورة لقمان، الآية 34].
هو ما كان غيبا ولكنه قابل لأن يطلعها لله عز و جل لعباده ويصير من عالم الشهادة إما عن طريق الوحي أو العلم والتجربة.
سورة يوسف وقصته بهذه الدقة كانت من الأمور الغيبية التي أطلع الله عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته
. قال الله تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِين (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِين (4)﴾ قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُون (102)﴾
يدل الإيمان بالغيب على التصديق الجازم بكل الغيبيات التي أخبرنا بها الله سبحانه ورسوله دون شك أو تردد كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وما فيه من أحداث والقدر خيره وشره والروح والجنة والنار
استنتاج: العلاقة بين الإيمان والغيب
نستنتج أن العلاقة بين الإيمان والغيب علاقة ترابط وتكامل فكل من أنكر أحد الأمور الغيب الوارد ذكرها في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة فإيمانه يعتبر ناقص. والدليل على ذلك : قال الله تعالى: ﴿ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُون ﴾[سورة يوسف ، الآية 37] فربط عدم الإيمان بالكفر وإنكار أحد الأمور الغيبة وهو الإيمان باليوم الآخر
ما يجب معرفته
يجب معرفة أن الغيب ما استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحد إلا من ارتضا من خلقه، وأنه نوعان مطلق لا يعلمه إلا الله، ونسبي يمكن أن يحصل للإنسان علمه إما بالوحي أو التجربة. وينبغي معرفة أن العلاقة بين الإيمان والغيب علاقة ترابط وتكامل فالإيمان لا يعتبر صحيحا إذا أنكر صاحبه أحد الغيبيات.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو