ولكي يضمن له الاستفادة التامة منها أمره بحتمية المحافظ عليها وصيانتها، ولذلك جعل للبيئة حقوقا ينبغي للمسلم القيام بها ومن بينها موضوع الدرس الأخير من دروس مدخل القسط التوسط والاعتدال في استغلال البيئة، ويهدف الدرس إلى التعريف بالبيئة وتوضيح العلاقة بين الإيمان والمحافظة عليها مع التنصيص على بعض ضوابط استغلالها مسترشدين في ذلك بقصة سيدنا يوسف عليه السلام المؤمن الذي أحسن استغلال البيئة وحفظ ثرواتها وفق خطة قوامها التوسط والاعتدال.

علاقة السورة بسورة يوسف

لمنهج الذي سلكه يوسف عليه السلام في استغلال خيرات بلاد مصر ومواجهة سنوات الجفاف وأعوام الرخاء التوسط والاعتدال من خلال إرشاد النفقات والادخار؛
قال الله تعالى:﴿ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُون ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُون ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُون ﴾

المحور الأول: مفهوم البيئة في الإسلام

تعريف

البيئة لغة: من التبوء وهو التمكين والاستقرار والنزول والإقامة
البيئة اصطلاحا: هي الوسط أو المحيط الذي سخره الله بكل مكوناته وموارده المادية والطبيعية والاجتماعية قصد إشباع متطلبات الإنسان وتحقيق رغباته.

ما يجب معرفته

أن البيئة هي الوسط الذي سخره الله للإنسان بجميع مكوناتها وموردها المادية والمعنوية والاجتماعية قصد الانتفاع بخيراتها والاستفادة من ثرواتها وفوائدها.

المحور الثاني: حفظ البيئة وتنميتها من مقتضيات الإيمان

حماية البيئة أمانة ومسؤولية يتطلبها الإيمان باعتبار الإنسان خليفة الله في الأرض، كما أن الحفاظ عليها مظهر من مظاهر عمارة الأرض وإصلاحها. وقد أكدت على ذلك عدة نصوص شرعية قرآنا وسنة، قال الله تعالى مبينا ضرورة الإصلاح وعلاقته بمرتبة الإيمان والإحسان:﴿ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِين ﴾ [الأعراف:56]، وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن إماطة الأذي عن الطريق دليل على الإيمان وجزء منه قال صلى الله عليه وسلم: " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان". رواه مسلم.

ما يجب معرفته

نستنتج أن حماية البيئة واجب شرعا ومطلب إيماني باعتبار أن الإنسان مستخلف في الأرض والمسؤول عن هذه الأمانة غدا يوم القيامة. وأن إصلاح البيئة دليل على حسن وصدق الإيمان والإفساد فيها برهان على ضعفه ونقصانه.

المحور الثالث: ضوابط استغلال البيئة في الإسلام( التوسط والاعتدال)

لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو

النسخة المجانية لكيزاكو:
  • ملخصات الدروس غير محدودة
  • فيديو مجاني في كل درس
  • تمرين مصحح مجاني
  • اختبار تفاعلي
إنشاء حساب مجاني
Signaler une erreur
Signaler une erreur

Signaler un problème

Nous t'invitons à nous donner plus de détails :