مر نضال المغرب من أجل تحقيق الاستقلال بمرحلتين، مرحلة المقاومة المسلحة في البوادي المغربية ما بين 1912 ـ 1934ومرحلة الحركة وطنية التي نشأت  بعد إصدار الظهير البربري في 16 مايو 1930 .وتمكن المغرب أخيرا من انتزاع إعلان الاستقلال في مارس   1956 ليبدأ كفاحا آخر من أجل استكمال  وحدته الترابية . ما هي أهم حركات المقاومة المسلحة بالبوادي المغربية ؟ وما هي أسباب توقفها ؟ ما هي تطورات مرحلة المقاومة السياسية ؟ ما دور ثورة الملك و الشعب في تحقيق الاستقلال ؟ ما هي مراحل و أساليب استكمال الوحدة الترابية ؟

المقاومة المسلحة المغربية وعوامل توقفها

قامت حركات المقاومة المسلحة في البوادي المغربية

تزعم مقاومة الجنوب و الصحراء أحمد الهيبة ابن الشيخ ماء العينين الذي تمكن من دخول مراكش في غشت 1912 إلا أنه انهزم في معركة "سيدي بوعثمان" في شتنبر من نفس السنة. فتراجع إلى سوس و ظل يقاوم حتى وفاته سنة 1919 ، حيث خلفه  مربيه ربه الذي استمر في قيادة المقاومة بالجنوب المغربي إلى غاية 1934 .  وقاد مقاومة الأطلس المتوسط أو حمو الزياني الذي هزم الجيش الفرنسي في معركة "الهري" قرب خنيفرة سنة 1914 و قد انتهت هذه المقاومة باستشهاده سنة 1921 في إحدى المعارك بالأطلس المتوسط.  وتزعم مقاومة الأطلسين الكبير و الصغير عسو أو بسلام الذي حقق عدة انتصارات على الجيوش الفرنسية في معركة "بوغافر" و لم يستسلم إلا بعد استخدام قوات الاحتلال لسلاح الطيران سنة 1933. ثم مقاومة الريف التي قادها  محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي تمكن من هزم الجيش الاسباني في معركة "أنوال" سنة 1921 إلا أنه اضطر إلى الاستسلام بعد تحالف الجيشين الفرنسي و الاسباني ضده فنفي إلى جزيرة ثم لجأ إلى مصر و منها واصل الكفاح السياسي إلى أن توفي سنة 1962. 

الوثيقة 1 : خريطة للمنطقة التي وقعت فيها معركة الهري 13 نونبر 1914 

تباين موازين القوى بين قوات الاحتلال المتوفرة على الخبرة العسكرية والأسلحة المتطورة و المقاومة المغربية القليلة العدد و العتاد الحربي.

خيانة بعض المغاربة للمقاومة المسلحة المغربية. حيث استعانت قوات الاحتلال ببعض عملائها من أعيان بعض القبائل المغربية والقياد الكبار

التنسيق و التعاون الكبير بين قوات الاحتلال الفرنسي و الاسباني.

عفوية المقاومة المسلحة و انطلاقها من البوادي و غياب التنسيق و التعاون فيما بينها.

استعمال الأسلحة الفتاكة و الغازات السامة من طرف قوات الاحتلال للقضاء على المقاومة المسلحة.

توالي سنوات الجفاف و المجاعة و الأوبئة التي شهدتها بعض مناطق المغرب.

الوثيقة 2 : مقارنة بين المقاومة المسلحة المغربية و جيش الاحتلال الفرنسي

ما يجب معرفته

ما إن وقع المغرب تحت نظام الحماية إلا وانطلقت المقاومة ضده و التي اتخدت في بادئ الأمر السلاح الخيار الأول لها،حيث قادت عدة قبائل المقاومة المسلحة أبرزها قبائل الجنوب بزعامة أحمد الهيبة و وقبائل الأطلس المتوسط بقيادة موحا أوحمو الزياني و قبائل الريف بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي و قبائل الأطلس الصغير و الكبير والتي تزعمها عسو او بسلام، حيث انتصرت المقاومة في عدة معارك أهمها معركة أنوال سنة 1921 و معركة الالهري سنة 1914، غير أن المقاومة المسلحة توقفت نتيجة عدة أسباب أبرزها اختلال مزان القوى بين المستعمر و المقاومة التي ككانت تعتمد على الأسلحة التقليدية بينم المستعمر لديه أحدث الأسلحة المدمرة و كذلك خيانة بعض المغاربة للمقاومة و التعاون بين المستعمر الفرنسي و الاسباني

مرحلة المقاومة السياسية و التطورات التي مرت منها 1930م – 1953م

نشأة الحركة الوطنية وانطلاق النضال السياسي بالمطالبة بالإصلاحات خلال الثلاثينيات (1930-1939)

عوامل ظهور الحركة الوطني

مع بداية الثلاثينيات من القرن 20 ظهرت مقاومة سياسية تمثلت في الحركة الوطنية لعدة أسباب منها توقف المقاومة المسلحة وفشلها في البوادي واستكمال الاحتلال العسكري الأجنبي للمغرب. و انعكاس الاستغلال الاستعماري على الأوضاع الاجتماعية للمغاربة بعد أزمة 1929، وصدور الظهير البربري يوم 16 ماي 1930.الذي يفصل بين القبائل الامازيغية والعربية في مجال الأحكام القضائية بربط الامازيغ بالأعراف في محاكم غير خاضعة للمخزن والعرب بالشريعة الإسلامية.وتزايد عدد خريجي المعاهد الفرنسية و جامع القرويين و الذي شكلوا نخبة مثقفة.

وسائل و أساليب نضال الحركة الوطنية خلال الثلاثينيات

أثار صدور الظهير البربري ردود فعل قوية تمثلت في خروج المغاربة في مظاهرات واحتجاجات ضد هدا الظهير الذي يكرس سياسة فرق تسدوبرزت نخبة مثقفة تبنت التنظيم السياسي ، و وظفت عدة وسائل غي نظالها السياسي تجلى فيما يلي :

  • تأسيس الأحزاب السياسية كحزب كثلة العمل الوطني الذي تأسس سنة 1933 في منطقة النفوذ الفرنسي وحزب الإصلاح الوطني والوحدة المغربية في المنطقة الاسبانية و إصدار الصحف مثل جريدة عمل الشعب ومجلة مغرب .
  • إنشاء المدارس التعليمية الحرة.
  • الاحتفال بعيد العرش و الارتباط بشخص السلطان.
  • مقاطعة البضائع الفرنسية و الاسبانية.
  • تأسيس الجمعيات الثقافية و الفرق الموسيقية و الرياضية.
  • تكوين لجنة من المثقفين المغاربة للتعريف بالقضية المؤتمرات واللقاءات الدولية.

طالبت الحركة الوطنية بعد تأسيس كتلة العمل الوطني سنة 1933 بإدخال إصلاحات سياسية و إدارية كإلغاء الحكم المباشر ، واجتماعية كالاهتمام بالتعليم و الصحة و اقتصادية كوضع حد للاستغلال الاقتصادي  ، رفضتها سلطات الحماية و عملت على اعتقال و نفي بعض زعماء الحركة الوطنية و منع إصدار الصحف و تأسيس الأحزاب السياسية.

تطور الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال

انتقلت الحركة الوطنية مع بداية الأربعينيات من القرن 20 إلى المطالبة بالاستقلال و ذلك لعدة عوامل أهمها: رفض سلطات الحماية لجميع المطالب الإصلاحية وما نتج عنها من قمع واعتقالات ونفي للزعماء الوطنيين ، وانهزام فرنسا في المراحل الأولى للحرب العالمية الثانية ، وصدور الميثاق الأطلسي الذي نص على حق الشعوب في تقرير المصير، ولقاء آنفا سنة 1943 و الذي استغله السلطان سيدي محمد بن يوسف من أجل الحصول على وعد من الحلفاء بمساعدته على استقلال المغرب و تزايد دور الحركة العمالية التي ربطت بين المطالب الاقتصادية  و السياسية. ثم تزايد  الحركات التحررية بالمشرق العربي. ثم تأسيس أحزاب سياسية جديدة كحزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال و وصدور جردتي العلم والرأي العام. و قد ساهمت هذه الظروف في تقديم حزب الاستقلال باسم الحركة الوطنية لوثيقة المطالبة بالاستقلال يوم 11 يناير 1944 و التي ساندها السلطان سيدي محمد بن يوسف و رفضتها سلطات الحماية التي شنت سلسلة من الاعتقالات في صفوف الموقعين عليها.   شهد المغرب بعد الحرب العالمية الثانية مجموعة من الأحداث ساهمت في تطور نضال الحركة الوطنية أهمها: التعاون الكبير بين السلطان و زعماء الحركة الوطنية لفضح المؤامرات الاستعمارية و تجلى ذلك في رفض السلطان التوقيع على الظهائر التي تمس بسيادة المغرب. بل أكثر من ذلك تحدى السلطان سلطات الحماية و قام بزيارة  لمدينة طنجة سنة 1947 ألقى فيها خطابا أكد فيه على وحدة و استقلال المغرب و هو نفس المطلب الذي أكد عليه في خطاب العرش سنة 1952. كما أدى اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد سنة 1952 إلى حدوث مظاهرات عمت كافة التراب المغربي. و قد أدى كل ذلك إلى تدبير سلطات الحماية مؤامرة نفي السلطان سيدي محمد بن يوسف خارج أرض الوطن يوم 20 غشت 1953. بعد توقف المقاومة المسلحة ظهرت المقاومة السياسية أو ما يسمى بالحركة الوطنية و التي كان وراء ظهورها عدة أسباب أهمها صدور الضهير البربري يوم 16 ماي 1930 ولقد طالبت في بداياتها سلطات الاحتلال بإدخال إصلاحات واحترام روح ومنطوق معاهدة الحماية،واعتمدت الحركة الوطنية في مطالبها على عدة وسائل كتأسيس الأحزاب السياسية والمدارس والجمعيات و الاحتفال بعيد العرش.لكن سلطات الحماية رفضت مطالب الاصلاحات، مما دفع بالحركة الوطنية مع بداية الأربعينيات الانتقال من مرحلة المطالبة بالاصلاحات الى المطالبة بالاستقلال وساهم في هذا التحول عدة أسباب كنمو الحركة الوطنية وانتشارها الكبير داخل المجتمع ، تأسيس حزب الاستقلال سنة 1943 وتقديمه وثيقة المطالبة بالاستقلال يوم 11 يناير 1944، انهزام فرنسا أمام ألمانيا في بداية الحرب العالمية الثانية 1940، صدور الميثاق الأطلنتي  سنة 1941 و لقاء آنفا سنة 1943 الذي وعد فيه روزفلت بمساندة استقلال المغرب.

انتباه

يجب الانتباه الى المراحل التي مرت منها الحركة الوطنية ففي مرحلة الثلاثينيات طالبت بالاصلاحات فقط أما في مرحلة الأربعينيات طالت بالاستقلال

تحقيق الاستقلال و استكمال المغرب لوحدته الترابية 1953م – 1979م.

لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو

النسخة المجانية لكيزاكو:
  • ملخصات الدروس غير محدودة
  • فيديو مجاني في كل درس
  • تمرين مصحح مجاني
  • اختبار تفاعلي
إنشاء حساب مجاني
Signaler une erreur
Signaler une erreur