قامت بالجزائر وتونس وليبيا حركات استقلالية رافضة للاستغلال الاستعماري ومطالبة بالاستقلال، فما هو الإطار التاريخي لظهور هذه الحركات الاستقلالية؟ وما هو المنعطف التاريخي الذي ساهم في قيامها؟ وكيف تحولت من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال؟
تجلت مظاهر الاستعمار بالجزائر وتونس وليبيا في تزايد عدد المستعمرين الوافدين عليها ومنحهم امتيازات اقتصادية مهمة كأجود الأراضي التي تم نزعها بالاستيطانين الرسمي والخاص من أصحابها وتسهيل استثمارهم في الصناعة وإنشاء المقاولات واستغلال المناجم والمتاجر الممتازة والتحكم في المبادلات التجارية الخارجية... كما تم منح امتيازات اجتماعية بتوفير متطلباتهم الاجتماعية من تطبيب وتعليم وسكن وسياسية بمنح المعمرين مكانة ومناصب سياسية مهمة ووضع قوانين التجنيس وامتياز
الجنسية لاستمالة الأعيان والقياد...
تمثلت في إفلاس الفلاحين والتجار والمستثمرين وتحولهم إلى عمال لدى المستعمرين في ظروف صعبة بأجور هزيلة ولساعات طويلة كما تنامت البطالة وأُثقل كاهل المواطنين بالضرائب، إضافة إلى العجز في الميزان التجاري بفعل تحكم المستعمر فيه حيث تفوقت الواردات المصنعة على الصادرات الخام، كما تحول الاقتصاد من اقتصاد معيشي أو موجه للتسويق المحلي إلى اقتصاد تسويقي موجه للتصدير أساسا.
تجلت في انتشار الفقر والبطالة والأمراض وتدهور التعليم وتزايد الأمية والهجرة القروية ودور الصفيح إضافة إلى قمع الاحتجاجات والظلم والتمييز العنصري لصالح المعمرين، كما تم تكديس السكان في مناطق لا تتوفر فيها البنيات التحتية وشروط العيش الكريم واستعبادهم في ظروف قاسية.
ساد الظلم والقمع والتمييز العنصري وحرمان المواطنين من الحقوق السياسية والمدنية والوظائف الإدارية والمناصب السياسية السامية.
أسس عبد الحميد ابن باديس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وعقدت المؤتمر الإسلامي الجزائري الذي قدم فيه ورقة ضمت مطالب بالإصلاحات السياسية )منح الحقوق واحترام الحريات وإنشاء حكومة جزائرية...( والإصلاحات الاقتصادية )احترام حقوق العمال والفلاحين ووقف نهب خيرات البلاد...( والإصلاحات الاجتماعية )محاربة الفقر والبطالة والتمييز وتأمين الحق في التعليم والصحة والسكن...( وافق مصالي الحاج على هذه المطالب باستثناء رفض اعتبار الجزائر ملحقة فرنسية وطالب بإلغاء الاستيطان وإعادة الأراضي إلى أصحابها، سار المناضل عباس فرحات على نفس المنوال وطالب بإصلاح أوضاع الجزائر عبر حزبه "الاتحاد الجزائري الشعبي".
اجتهد عبد العزيز الثعالبي من خلال حزبه "الدستور" في مطالبة فرنسا بالقيام بالإصلاحات على أساس بنود معاهدة الحماية المُوقعة في باردو، انشق مجموعة من الأعضاء عن الحزب وأسسوا حزب "الدستور الجديد" بزعامة الحبيب بورقيبة على اعتبار أن زعماء حزب الدستور لم يحققوا الأهداف المرجوة وهي إصلاحات سياسية كمنح المزيد من الحقوق والاعتراف بالنخبة التونسية ومنحها مناصب عليا وكذا إصلاحات اقتصادية كإلغاء الثلث الاستعماري وحماية حقوق الفلاحين والعمال التونسيين
وإصلاحات اجتماعية ممثلة في المساواة والتعليم والصحة والسكن.
قادت الحركة السنوسية المقاومة الليبية مع قائدها عمر المختار الذي رفض الاستعمار الإيطالي والاستسلام له، وطالبت هذه الحركة باستقلال ليبيا واحترام حقوق المواطنين وعدم نهب خيرات البلاد.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو