باشر الاستعمار بعد دحر المقاومة المغربية المسلحة بالقبائل مشروعه الاستعماري في استغلال المغرب ونهب ثرواته، إلا أن المغاربة استأنفوا المقاومة من خلال الحركة الوطنية من أجل الاستقلال واستكمال وحدتهم الترابية.
يقصد بالحركة الوطنية حركة سياسية منظمة وواعية تزعمها مجموعة من الشباب المثقف بهدف إفشال المشروع الاستعماري وتأكيد وحدة الشعب المغربي وارتباطه بالقصر والملك وقد ظهرت بعد. فشل المقاومة القبلية المسلحة وبسبب صدور الظهير البربري يوم 16 ماي 1930.
اعتمدت الحركة الوطنية وسائل العمل السياسي لتوضيح مطالب المغاربة وإحراج السلطات الاستعمارية بفضح خروقاتها مشروعها الاستعماري الممثل في استعمار المغرب ونهب خيراته، وقد اعتمدت في ذلك وسائل ديبلوماسية من قبيل تأسيس الأحزاب والجمعيات والمدارس الحرة والصحف ومقاطعة البضائع الفرنسية والاحتفال بالأيام الوطنية والدينية والاعتناء بالزي التقليدي المغربي والأغاني والأناشيد الحماسية وتوزيع المنشورات...
تأسس حزب كثلة العمل الوطني على يد علال الفاسي وأحمد بلافريج ومحمد بلحسن الوزاني سنة 1933 وأصدر وثيقة للمطالبة بالإصلاحات عام 1934، طالبت؛ سياسيا بالعودة إلى روح معاهدة الحماية والقيام بالإصلاحات وتشكيل حكومة مغربية واحترام حقوق الإنسان وسيادة المغرب على ترابه... اقتصاديا بإلغاء الاستعمار الفلاحي وحماية الصناعة التقليدية وتأميم السكك الحديدية والمناجم وإلغاء الرسوم بين مناطق المغرب الثلاث والمساواة في الضريبة والأجور وساعات العمل بين المغاربة والمعمرين... اجتماعيا عبر تعميم التمدرس وإنشاء المدارس الحرة والمستوصفات ومحاربة البطالة والفقر وتشجيع المساواة...
لم تعر الإدارة الاستعمارية هذه المطالب أي اهتمام بل طاردت المقاومين وعذبتهم ونفتهم فأيقن المغاربة أن الاستعمار لا نية لديه في الإصلاح ما دفعهم لرفع السقف والمطالبة بالاستقلال.
تأسس حزب الاستقلال على يد علال الفاسي 1943 وقدم وثيقة المطالبة بالاستقلال يوم 11 يناير 1944؛ مستغلا عدة تطورات أبرزها صدور الميثاق الأطلنتي 1941 الذي أكد على حق الشعوب في تقرير المصير، ولقاء أنفا 1943 الذي حصل فيه المغرب على وعد روزفلت بالاستقلال بمجرد استقلال فرنسا من الاحتلال الألماني، إضافة إلى استقلال فرنسا 1944 والدور الكبير للمغاربة في ذلك فانتشرت الاحتجاجات والإضرابات للمطالبة بالاستقلال، عزز ذلك زيارة وخطاب الملك محمد الخامس بطنجة 1947 ودعم مطالب الحركة الوطنية واحتفالات عيد العرش 1952 وتلاحم الملك والشعب في المطالبة بالاستقلال.
لم تستجب فرنسا لمطلب الاستقلال بل نَفَت الملك وأسرته في 20 غشت 1953
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو