تظافرت مجموعة من العوامل لسقوط الإمبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي، فما هي العوامل الداخلية والخارجية لسقوط الإمبراطورية العثمانية؟ وكيف ساهمت ظروف الحرب العالمية الأولى في هذا السقوط؟ وكيف تم فرض الانتداب وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي؟
ضعفت الإمبراطورية العثمانية بعد وفاة السلطان سليمان القانوني و حكم سلاطين ضعاف تنافسوا حول الحكم، كما استحوذ الصدر الأعظم على معظم السلطات والقرارات، كما لعب جيش الإنكشارية دورا سلبيا حيث ساهم في الاغتيالات وتنصيب وعزل من يشاؤون من الحكام.
حيث قامت الإمبراطورية العثمانية بإثقال كاهل السكان بالضرائب وشطط فئة الملتزمين في استخلاصها، كما تأزمت التجارة العثمانية بعد كسر الأوربيين لوساطتهم باكتشاف طرق جديدة نحو المشرق )المحيط الأطلنتي( كما بقيت الفلاحة والصناعة تعتمد وسائل تقليدية.
تمثلت في التفكك الاجتماعي واستفحال التفاوت الطبقي وتفشي الفساد الإداري والمالي والمحسوبية إلى جانب الصراع الطائفي بين العرب من جهة والأتراك من جهة أخرى رفضا لسياسة التتريك التي اعتمدتها الإمبراطورية العثمانية.
ثانيا: العوامل الخارجية:
استغلت أوربا النزاعات السياسية لإضعاف السيادة التركية بمنح الحماية القنصلية للعرب، كما شجعت الشريف حسين لتزعم الثورة العربية ووعدته بحكم منطقة الحجاز.
فرضت أوربا على العثمانيين اتفاقيات اقتصادية غير متكافئة أغرقت من خلالها السوق العثمانية بالمنتوج الأوربي العصري فأفلست الفلاحة والصناعة والتجارة التركية، كما قامت بإثقال كاهل الدولة بالديون التي لم تستطع الالتزام بسدادها فتم إنشاء صندوق الدين العثماني الذي تحكمت من خلاله أوربا في الاقتصاد العثماني بإنشاء الأبناك وتحقيق الامتيازات لرعاياها.
تجسدت في هزائم العثمانيين أمام النمسا وروسيا وفرضت عليها معاهدات صلح قاسية أفقدتها هبتها وسيادتها على شبه جزيرة البلقان.
حيث تراجعت الوساطة العثمانية بين أوربا وأسواق آسيا واعتمدت مداخيلها على الضرائب والفلاحة في حين ازدهرت أوربا وجلبت المعادن النفيسة من العالم الجديد )أمريكا( والمواد الأولية من آسيا عبر المحيط كما تطور اقتصادها باعتماد الرأسمالية.
المستوى الاجتماعي:
تفكك المجتمع العثماني وبرزت الحركات الانفصالية داخله بدعم من أوربا التي نشرت الحركات التبشيرية والتنصيرية في المشرق العربي.
حيث جمد العثمانيون الاجتهاد والتفكير والابتكار بخلاف أوربا التي تطورت
بها العلوم والتكنولوجيا.
حاول العثمانيون تجنيد العرب ضد أوربا في الحرب العالمية الأولى بتأسيس حزب تركيا الفتاة لكنهم سيفشلون وسيقود الشريف حسين بمساعدة بريطانيا الثورة العربية ضد الأتراك الذين انهزموا في الحرب العالمية الأولى ففرضت عليهم معاهدة سيفر عام 1919 التي أوْقعت عليهم عقوبات قاسية منها نزع أراضيها الأوربية ومنحها لليونان، وسيتم تقسيم الإمبراطورية العثمانية )الرجل المريض( من طرف. أوربا )الرجل الأبيض( بموجب اتفاقية سان ريمو 1920
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو