الملوثات والأوساط الملوثة

الملوثات الناتجة عن استعمال المواد الطاقية واستهلاك المواد العضوية وغير العضوية


لقد كانت نتيجة التقدم الصناعي وتغير العادات الاستهلاكية وارتفاع عدد السكان، الاستغلال المفرط وغير المعقلن للموارد الطبيعية مع ما ينتجه هذا الاستهلاك من ملوثات مختلفة من حيث الطبيعة والمصدر ومستوى التأثير على البيئة والصحة والاقتصاد.

  • ما هي أصناف هذه الملوثات ومصادرها؟
  • ما هو تأثير هذه الملوثات على الأوساط البيئية؟
  • كيف يمكن الحد من الآثار السلبية لهذه الأشكال المختلفة للتلوث؟

I- أصناف الملوثات والأوساط الملوثة.

1- تلوث الهواء.

يتم تلويث الهواء عبر مجموعة من المظاهر من أهمها:

أ- الاحتباس الحراري.

  • آلية الاحتباس الحراري

يعبر الاحتباس الحراري عن ارتفاع درجة حرارة الأرض بفعل توفر غيوم محملة بغازات ملوثة تمنع خروج الأشعة تحت الحمراء المنعكسة من الأرض في اتجاه الأجواء العليا، وعند رجوع هذه الأشعة إلى الأرض من جديد فإنها ترفع من درجة حرارتها مسببة الاحتباس الحراري الذي نسميه أيضا بظاهرة "البيوت الزجاجية"

تمثل الوثيقة جانبه آلية الاحتباس الحراري:

 

 

 

  • الغازات المسببة للاحتباس الحراري:

تتدخل مجموعة من الغازات في الزيادة من حدة ظاهرة الاحتباس الحراري، وأهمها:

  • ثنائي أوكسيد الكربون.
  • غاز الميثان الناتج عن ظاهرة التخمر الذي تتعرض له (بصفة خاصة) النفايات داخل المطارح غير المراقبة.
  • غاز كلوروفليوروكربون CFC المستعمل خاصة في البخاخات.

 

  • مصادر الغازات المسببة للاحتباس الحراري:

تتعدد مصادر الغازات المسببة للاحتباس الحراري وأهمها الأنشطة البشرية:

النشاط الصناعي: التبريد، استعمال المحروقات داخل المصانع من فحم وبترول...

النشاط الفلاحي: تربية الماشية.

النشاط المنزلي: طرح النفايات المنزلية.

 

  • عواقب الاحتباس الحراري:

تنتج ظاهرة الاحتباس الحراري مجموعة من النتائج السلبية من أهمها:

ارتفاع درجة حرارة الأرض.

ارتفاع مستوى البحار والمحيطات بفعل ذوبان الثلوج وجليد القطبين.

ب- ثقب الأوزون.

  • تعريف:

هو عبارة عن انخفاض في سمك طبقة الأوزون، وهو مرتبط بتأثير الملوثات الغازية الناتجة بصفة خاصة عن الأنشطة البشرية، وتبين الوثيقة التالية قياس تركيز الأوزون على مستوى القطب الجنوبي للأرض في أكتوبر 2000.

  • أهم الغازات المسببة لثقب الأوزون.

ينتج ثقب الأوزون خاصة عن صعود غاز الكلور نحو الأجواء العليا، وهو غاز يعنبر من مكونات مركب غازي آخر وهو كلوروفليوروكربون CFC،

 

ويعبر المبيان التالي عن العلاقة بين غاز الكلور وغاز الأوزون:

وبالتالي فإن التراجع الملاحظ في تركيز الأوزون مرتبط بالارتفاع الذي يعرفه تركيز الكلور.

 

 

 

يعبر عن هذه العلاقة بين الكلور والأوزون بالتفاعل التالي:

  • عواقب ثقب الأوزون على الصحة:

يؤدي انخفاض سمك طبقة الأوزون إلى السماح بمرور الأشعة الفوق بنفسجية نحو الأرض وهو ما ينعكس سلبيا على صحة الأوساط الطبيعية والكائنات الحية ومن بينها الانسان، ومن بين أشكال التأثير السلبي نجد:

  • الاصابة بسرطان الجلد.
  • ضعف الجهاز المناعتي.
  • التهاب قرنية العين.

ج- الأمطار الحمضية.

  • تعريف:

هي عبارة عن أمطار منخفضة pH تنتج عن تفاعل مياه الغلاف الجوي مع مجموعة من الغازات الملوثة التي تؤدي إلى تكوين مركبات كيميائية عبارة عن أحماض، خاصة حمض النتريكHNO2 وحمض الكبرتيكH2SO4.

حمض النتريك: ناتج عن تحول أوكسيدات الآزوت الناتجة عن عوادم السيارات والمحركات المعتمدة في تشغيلها على المحروقات.

حمض الكبرتيك: ينتج عن تحول ثنائي أوكسيد الكبريت الناتج عن استعمال المحروقات التي يضم تركيبها عنصر الكبريت.

  • عواقب الأمطار الحمضية:

تتنوع عواقب الأمطار الحمضية حسب العنصر المتأثر بها:

  • تؤدي الأمطار الحمضية إلى تغيرات أساسية بالنسبة للتركيب الكيميائي للتربات التي تسقط عليها، مما يجعلها أكثر حمضية وبالتالي القضاء على الفلورة والفونة النباتيتين من جهة، كما أن ارتفاع حمضيتها يعرقل امتصاص النباتات للماء ولأملاح معدنية ضرورية لنموها.
  • كبح ظاهرة التركيب الضوئي.
  • احتراق الأجزاء العليا للنباتات (الأغصان والفروع والأوراق)
  • الرفع من حمضية الأوساط المائية السطحية (بحيرات، أنهار...) مماا يحد من التنوع النباتي والحيواني داخلها.

2- تلوث المياه.

أ- تلوث المياه المالحة.

تتعرض المحيطات والبحار لأكبر أشكال التلوث باعتبارها أكبر الأوساط الطبيعية من جهة، ومستقبلا للتلوثات الصادرة عن أوساط أخرى، وتتمثل مصادر تلوث البحار والمحيطات في:

  • النفط ومشتقاته والمرتبط بحركة النقل التجاري البحري أو بحوادث ناقلات النفط.
  • استقبال المياه العادمة المنزلية والصناعية.
  • استقبال المياه الملوثة بالمبيدات والأسمدة المستعملة بالميدان الفلاحي.

ب- تلوث المياه العذبة.

تتوفر المياه العذبة في الطبيعة بشكلين: مياه سطحية ومياه جوفية. ويتأثر كل منهما بالتلوث الناتج عن:

  • المياه العادمة والملوثات الصلبة الناجمة عن الاستعمالات المنزلية.
  • المياه العادمة والنفايات الصلبة الناتجة عن النشاط الصناعي.
  • الأسمدة والمبيدات المستعملة بالمجال الفلاحي.
  • الليكسيفيا الذي يلوث المياه السطحية عبر السيلان والمياه الجوفية عبر الترشيح.

3- تلوث التربة.

تعتبر التربة وسطا طبيعيا وسيطا بين الماء والهواء، وهذا يعني أن كل تلوث يلحق التربة سيؤثر بالضرورة على مجموع الأوساط الطبيعية الأخرى.

من بين مصادر تلوث التربة نجد:

أ- النشاط الفلاحي:

الاستعمال المفرط للأسمدة الكيماوية: يؤدي تراكم هذه الأسمدة داخل التربة إلى تسميمها من جهة، ونقلها نحو المياه السطحية والجوفية من جهة أخرى مما يؤدي إلى تلويثها أيضا.

استعمال المبيدات الحشرية: تنفذ هذه المبيدات محو التربة ومنها نحو المياه السطحية عبر الجريان أو الجوفية عبر الترشيح مع إمكانية صعودها نحو الأجواء العليا بفعل ظاهرة التبخر.

ب- النشاط الصناعي:

  • إلقاء نفايات صناعية صلبة أو سائلة على سطح التربة يؤدي إلى نفاذها نحو الآفاق السفلى للتربة بفعل مياه الأمطار التي تنقل العتاصر الكيميائية السامة لهذه النفايات نحو التربة من جهة مما يرفع من سمياها ويجعلها غير صالحة للإنبات من جهة، أو تمرر نحو المياه السطحية والجوفية من جهة أخرى. ويضاف إلى هذا، النفايات الاشعاعية الناتجة عن استعمال العناصر اشعاعية النشاط في المجال الصناعي والطاقي.
  • الأمطار الحمضية: والتي يتدخل النشاط الصناعي في تشكيلها عبر نفاياته الغازية. تؤدي الأمطار الحمضية إلى الرفع من حمضية التربة مما يعرقل امتصاص الماء والأملاح المعدنية الضرورية لنمو النباتات.

ج- النشاط المنزلي:

  • النفايات المنزلية الصلبة والسائلة الملقاة بشكل عشوائي على التربة.

تمثل الوثيقة التالية الدور الوسيط الذي تقوم به التربة بين الأوساط الطبيعية الأخرى:

 

آثار التلوث على البيئة والصحة والاقتصاد

 II- عواقب التلوث على البصحة والبيئة والاقتصاد

1- العواقب الصحية.

وتشمل مجموعة من المضاعفات الصحية الناجمة عن تعرض الانسام لأتواع الملوثات المختلفة واتصاله المباشر أو بشكل غير مباشر بالأوساط الملوثة.

تختلف أتواع الملوثات وتتعدد مصادرها وطبيعتها، لكنها تشترك في عواقبها الصحية، ويمثل الجدول التالي بعض أنواع هذه الملوثات وبعض أشكال تأثيرها السلبي على صحة الانسان:

2- العواقب البيئية.

تتعدد مصادر الملوثات وتتنوع تأثيرها السلبية على مختلف الأوساط البيئية، ومن بين اشكال التاثير السلبي نذكر ظاهرة التخاصب.

مفهوم التخاصب: التخاصب ظاهرة تنتج عن نقل المواد المخصبة للتربة والمستعملة في الأصل للرفع من المردود الزراعي وخاصة الأسمدة الكيميائية الغنية بالآزوت والفوسفاط. عند وصول هذه المواد إلى المسطحات المائئية العذبة، وخاصة المساحات المائية ذات التيار الضعيف جدا، تغتني هذه الأخيرة بمواد القيت (آزوت وفوسفاط) تمكن من تكاثر بعض أنواع الطحالب على سطح الماء، وهو ما يتسبب في:

  • حجب أشعة الشمس ومنعها من المرور نحو الأعماق وبالتالي كبح طاهرة التركيب الضوئي بالنسبة للنباتات.
  • كبح عملية تجديد الأوكسجين اللازم لنمو الكائنات الحية النباتية والحيوانية.
  • تدهور الوسط المائي وتسمم متعضياته النباتية والحيوانية.
  • تدمير الحميلة البيئية بالنتيجة.

3- العواقب الاقتصادية.

يؤدي التلوث إلى مجموعة من المضاعفات الاقتصادية، حيث يكلف اقتصادات الدول خسائر مالية كبيرة تتمثل في:

  • ارتفاع مصاريف الرعاية الصحية.
  • ضياع أيام العمل.
  • ارتفاع تكاليف معالجة الأوساط الملوثة وخاصة المائية.
  • تدهور الأراضي الفلاحية وبالتالي تراجع المحاصيل الزراعية.
  • تدهور المجال السياحي بالمنطقة الملوثة.

 

 

 

مصادر الطاقة البديلة

لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو

النسخة المجانية لكيزاكو:
  • ملخصات الدروس غير محدودة
  • فيديو مجاني في كل درس
  • تمرين مصحح مجاني
  • اختبار تفاعلي
إنشاء حساب مجاني
Signaler une erreur
Signaler une erreur