شهدت أوربا ما بين الحربين اندلاع الثورة الروسية 1917 وقيام النظام الاشتراكي، ووقوع أزمات بالأنظمة الديمقراطية الليبرالية، فما هي أسباب الثورة الروسية وما مراحلها؟ وما هي مشاكل الدولة الروسية الاشتراكية وما خطوات بنائها؟ وما هي أزمات الديمقراطيات الليبرالية بين الحربين؟
الظروف الاجتماعية: كان المجتمع الروسي مجتمعا طبقيا يسيطر فيه كبار الملاك والنبلاء والكولاك ورجال الدين، في حين عانى معظم الشعب من الفقر والبؤس وآلام الحرب.
الظروف الاقتصادية: كانت روسيا بلدا زراعيا يعاني من ضعف الإنتاج الاقتصادي والصناعي خصوصا وانتشار البطالة واحتكار النبلاء وكبار الملاك للأنشطة الاقتصادية إضافة إلى ارتفاع تكاليف المشاركة في الحرب العالمية الأولى (استيراد الأسلحة من الخارج وتوفير المؤونة والعتاد للجيش).
الظروف السياسية: حيث كان النظام ملكيا استبداديا، يحتكر فيه النبلاء والكولاك السلطة ولم يكن مجلس البرلمان (الدوما) يعير اهتماما لهموم الشعب (الموجيك)، وساد الصراع السياسي وظهرت معارضة سرية عنيفة مع تأسيس فلاديمير إيليتش أوليانوف (لينين) للحزب العمالي الاشتراكي الديمقراطي) الحزب البولشيفي ثم الشيوعي (لاحقا). ساهمت المشاركة في الحرب العالمية الأولى ونتائجها السلبية على المجتمع )الجرحى والقتلى وارتفاع تكاليف الحرب على حساب مصالح الشعب... (في تأجيج الوضع بروسيا وانفجار المعارضة.
ثورة فبراير 1917: حيث قامت مظاهرات شعبية عارمة حملت شعار الخبز ورفض البيروقراطية وإيقاف الحرب، اضطر القيصر نيقولا الثاني إلى التنازل عن العرش، وتشكلت حكومة مؤقتة بورجوازية تزعمها الحزب الدستوري الديمقراطي برئاسة كرينسكي، قدمت للشعب عدة التزامات أهمها الانسحاب من الحرب والمساواة ومحاربة البطالة والفقر والجوع...
ثورة أكتوبر 1917: أو الثورة البولشيفية تزعمها لينين وقامت لعدم وفاء الحكومة البرجوازية بالتزاماتها، احتلت المرافق الحيوية للبلاد وحاصرت البرلمان والقصر الرئاسي "قصر الشتاء" حتى استسلام رموز الاستبداد والحكومة المؤقتة كما استولت على أراضي وممتلكات الكولاك. تشكلت حكومة اشتراكية برئاسة لينين الذي اتخذ إجراءات عبر عدة مراسيم أهمها:
أحدث كبار الملاك والبرجوزاية بدعم من الدول الرأسمالية جيشا عرف بالجيش الأبيض لمعارضة الحكومة الاشتراكية ومحاولة إسقاطها من خلال مواجهات مسلحة ضد الجيش الأحمر الذي كونه لينين من الفلاحين والعمال، انتهت هذه الحرب بانتصار البلاشفة وبداية وضع أسس النظام الاشتراكي بروسيا.
اعتمد لينين بين 1918 و 1921 سياسة اقتصادية عرفت بشيوعية الحرب بمنع التجارة الحرة وتأميم وسائل الإنتاج وإلزام الفلاحين بتقديم فائض إنتاجهم للدولة وإقرار نظام الحزب الوحيد (الحزب الشيوع). أدت هذه السياسة الاقتصادية إلى تدهور الاقتصاد فتم اعتماد السياسة الاقتصادية الجديدة (خطوة إلى الوراء) بين 1921 و1928 بإدراج بعض مبادئ الرأسمالية كالتجارة الحرة والملكية الخاصة والانفتاح على الخارج وعدم مصادرة فائض الإنتاج، فانتعش الاقتصاد وتحسن الوضع الاجتماعي.
منذ 1928 ووصول ستالين إلى الحكم تم اعتماد التخطيط الاقتصادي الاشتراكي من خلال المخططات أو التصاميم الخماسية تضمنت تأميم الصناعة والتجارة وإنشاء الكولخوزات (التعاونيات) والسوفخوزات (أراضي الدولة) وتطوير الاقتصاد عبر الصناعة الثقيلة وتحديث شبكة المواصلات وهو ما ساهم في تقوية الدولة الاشتراكية والنظام السوفياتي.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو