- التأطير
النص مقالة نظرية وهي للكات بالمغربي أحمد المديني الذي اشتهر بالكتابة القصصية والروائية والشعرية ألى جانب كتابات نقذية ومنها كتابه "فن القصة القصيرة بالمغرب النشأة والتطور والاتجاهات" الصادر عن دار العودة بيروت ومن اقتطف هذا النص النظري.
فما هي خصائص وعناصر ومكونات العمل القصصي حسب أحمد المديني؟ وكيف عبر عن ذلك؟
II- التحليل
1- قراءة العنوان
ركب العنوان تركيبا اسميا، الفن: مبتدأ موصوف بالقصص، والفن دلالة هو كل ما ارتبط بالابداع والموهبة، القصصي: منسوب الى القصة وهي فن أدبي نثري يعتمد على السرد لنقل أحداث قد تكون واقعية أو خيالية.
2- فرضية القراءة
نفترض أن النص سيتحدث عن شروط وعناصر وخصائص الفن القصصي.
III- قراءة وفهم النص
* تأكيد الكاتب على تميز كل فن أدبي بمقاييس خاصة والتي قد تتبدل أحيانا.
* تعريف المديني القصة بكونها فنا نثريا مع ذكر تاريخ نشأتها والخصائص الثلاث التي تميزها: الأثر+تماسك أجزاء الخبر+خطاطة سردية ببداية ووسط ونهاية.
* تفصيل الكاتب في عناصر العمل القصصي (الشخصية وضمنها الحدث+المعنى+لحظة تنوير+نسيج القصة) بما فيه اللغة من الحوار والوصف والسرد.
* بعد تحديده لقواعد العمل القصصي، يشير إلى أن هذه القواعد تغيرت في عصرنا هذا، حيث هناك تداخل للأزمنة وتعدد مستويات الفهم وتجاوز الخطاطة السردية وتوظيف أساليب جديدة كأسلوب التداعي وتيار الوعي وتوظيف الرمز...
* اسرسال الكاتب في ذكر التغيرات التقنية التي عرفها فن القصة في عصرنا هذا ومن ذلك تحطيم التقاليد الثلاثة وتوظيف اللغة
تقويم الفهم
يتحدث النص عن مقومات فن القصة بذكر خصائصه وتغيراته مما لحقه من تغيرات.
IV- التحليل
من خلال النص يمكن تعرف عناصر القصة وهي: الشخصية، الحدث، المعنى (المقصدية)، لحظة التنوير (انفراج الأزمة) النسيج (الأدوار، اللغة، السرد) الزمن، المكان،...
* يتطرق النص اجمالا الى تقنيات كتابة القصة قديما وحديثا.
التقنيات القصصية القديمة: اتباع الطريقة القديمة بتوظيف العناصر كما هي.
التقنيات القصصية الجديدة: كتابة القصة بطريقة مغايرة تتمثل في تحطيم الأقانيم الثلاثة (الخطاطة السردية)، تغير مفهوم العقدة: الغاء الحكاية، توظيف اللغة الشعرية، تباث التسلسل الزمني.
ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن الفن القصصي تطور في السابق في جوانبه الشكلية التعبيرية.
البنية الأسلوبية:
باعتبار النص نصا نظريا فقد تضمن مجموعة من الأفكار التي تحتاج إلى أدلة على صحتها، لذلك وظف الكاتب أسلوب الاستدلال والبرهنة كما هو الحال في المقدمة حيث أكد على نتيجة معينة (لكل فن أدبي مقاييس وموازين) ثم بدا بشرح وتفسير هذا المضمون لاقنعنا.
وعندما أأكد أن القصة لها عناصر قام بذكرها بتفصيل إما بتوظيف الأرقام أوالعوارض.
كما لم يكتف بذكر المفاهيم الأدبية والمقاييس الفنية بل كان يشرحها حتى يفهمها المتلقي جيدا، وفيما يخص المنهج المعتمد فانطلق الكاتب من العام إلى الخاص وفق منهج استنباطي، حيث تحدث عن مفاهيم عامة ثم على القصة بالضبط ثم عن خصائص هذه القصة ثم عناصرها ثم تغيراتها المعاصرة.
V- التركيب
النص مقالة نظرية تطرقت الى خصوصيات الفن القصصي حيث حدد الكاتب خصائصه وعناصره وما لحقه من نغيرات معاصرة وذلك وفق منهج استنباطي مع توظيف أسلوب لغوي مباشر وتوظيف أساليب حجاجية للإقناع وخاصة عمليات الشرح والتفسير وبالتالي خجح أحمد المديني في تبليغ أفكاره.
مجزوءة أشكال نثرية حديثة
I- ملاحظة الأمثلة وتحليلها
المثال الأول
تعريف الخطاطة السردية
الخطاطة السردية تمثيل مبسط لمختلف العمليات التحويلية الكبرى في مجرى السرد والتي تنتظم وفق البنية التالية:
بداية --------< وسط (أحداث) ----------< نهاية
الوضعية الأولى: وضعية الانطلاق
وتتشكل من الجمل الأولى التي تفتتح ها القصة، وتتميز هذه الجمل في السرد التقليدي بالتباث والهدوء الذي يسبق ظهور ظهور حدث يخلخل السكون، وعادة ما تفتتح هذه الوضعية بفعل خال من معنى الحدث مثل "كان" الناقصة أو بوصف الأمكنة والأزمنة وتصوير الشخصيات في حالة الاستقرار، من قبيل " في قديم الزمان، حينما يعود الفلاحون من حقولهم..) بهدف تثبيت بداية القصة وادخال الأحداث المفاجئة والمثيرة عليها.
سيرورات التحول:
وتتمثل في الأحداث الوسطى التي تتمثل ما بين بداية السرد ونهايته، لما تدخله على القصة من حركية وتغيير وخلخلة في الوضعية الأولية ، وتبدأ سيرورات التحول بمثيرات لغوية دالة على الحركة والتغيير من قبيل: وفجأة، وبعد ذلك، ثم،....
الوضعية النهائية
وتسمى بالنهائية لما فيها من عودة تدريجية الى حالة الاستقرار الذي تنتهي اليه سيرورات التحول. وقد تتطابق الوضعية النهائية مع الوضعية البدئية بعودة الهدوء إلى ما كان عليه أو بظهور استقرار وهدوء جديدين أو بتطور الأحداث إلى نهاية سعيدة أو مأساوية أو نجاح أو فشل.
صورة الخطاطة السردية ومكوناتها
هناك نماذج متنوعة من الخطاطات السردية، بعضها يغطي كل متواليات الأحداث الصغرى منها والكبرى في النصوص السردية وبعضها الآخر يقتصر على المتواليات الكبرى التي تجمعها الترسيمة الآتية المتضمنة لمكونات الخطاطة السردية:
ثبات وسكون | اضطراب وخلخلة | ثبات وسكون | ||
الوضعية الأولية
1 |
سيرورات التحول | الوضعية النهائية
5 |
||
حدث طارئ | تطورات الأحداث | النتيجة | ||
2 | 3 | 4 |
طرئق انتظام المتوليات السردية
وظائف الخطاطة السردية
نظام زمني منطقي
تترابط متواليات الأحداث في النصوص القصصية وفق نظامين:
1- التتابع الزمني: وهو تعاقب الأحداث في الزمن وتفيده مؤشرات دالة على التسلسل الزمني (كان، ثم، صار، أصبح، .... في يوم من الأيام)
2- التلازم المنطقي: الذي تفيده العلاقات بين السببية الصريحة ( ولهذا السبب، وبالتالي، ونتيجة لذلك...) أو الضمنية ( بذر أمواله الأخيرة... وصار فقيرا)
ويعتبر هذان النظامان (التتابع الزمني والتلازم المنطقي) مبدأين أساسيين تتحرك وفقها أحداث القصة وتنتقل من وضعية أولية إلى وضعية نهائية.
I – التأطير
يتأطر النص ضمن الفن القصصي ويعود للقاص المغربي محمد ابراهيم بوعلو الذي اشتهر بكتاباته القصصية المرتبطة بالواقع الاجتماعي ومن ذلك "السقف" و "الفارس والحصان" كما له مجموعة من القصص المنشورة في المجلات، ومنها هذا النص المنشور في مجلة "أقلام" بتاريخ 1976
فما هي المقاصد التي يهدف اليها من هذا النص القصصي؟
وإلى أي حد مثل فن القصة بمختلف خصائصه وعناصره؟
II- الملاحظة:
1- قراءة العنوان
ركب العنوان تركيبا اسميا، البحار: مبتدأ موصوف بالمتقاعد والخبر مقدر في النص، ـمت دلاليا فهو شخص ارتبط عمله بالبحر، والمتقاعد هو كل عامل أنهى خدمة بالتوقف النهائي.
2- قراءة البداية والنهاية
* مرافقة الحفيد لجده إلى شاطئ البحر كل مساء.
* حديث الأب مع ابنه عن قسوة البحر.
3- فرضية القراءة
نفترض أن النص يحكي عن بحار عانى من تجربة مريرة داخل البحر.
III- قراءة وفهم النص
IV- التحليل
تقتضي مرحلة تحليل نص قصصي دراسة مختلف مكوناته من أحداث وشخصيات وزمان ومكان والبنية العاملية ونسيج السرد....
1- دراسة الأحداث
تكتسي الأحداث دلالات وأبعاد حسب ما توحي به:
2- الشخصيات
تتنوع الشخصيات بين بطلة وثانوية:
تشترك هذه الشخصيات في الاحساس بالحزن والترقب وغياب التواصل رغم الانتماء للأسرة نفسها. إلى جانب هذه الشخصيات الآدمية هناك قوى فاعلة أخرى غير آدمية: البحر (المجهول والترقب) والسفينة (العودة غير المتحققة والأمل المفقود)
إن هذه الشخصيات تتفاعل فيما بينها حسب العلاقات التي تجمعها والنموذج العاملي يوضح ذلك.
3- الزمان والمكان
تميز مكون الزمان في القصة بالتكثيف حيث يختزل أحداثا طويلة باعتماد تقنيات محددة أهمها:
أنواع المكان: البحر قوة فاعلة غير مادية رامزة للحزن والترقب.
4- السرد
تتميز الرؤية السردية للقصة بغياب السارد (ضمير الغائب) لكنه يصاحب الشخصيات مع عدم التعليق والشرح مما يدل على وجود الرؤية المصاحبة وهو ما يمكننا من صياغة الخطاطة السردية لأحداث القصة كالتالي:
الوضعية البدئية | سيرورات التحول | الوضعية النهائية |
مصاحبة الحفيد للجد إلى البحر | - تعجب وتضايق الحفيد من الجد
- استفسار الحفيد للأب عن السبب - اكتشاف الأب لسر أبيه لانتظاره السفينة |
ادراك الابن لسبب صمت الجد والمرتبط بقسوة البحر عليه. |
3- الخصائص الأسلوبية
إلى جانب السرد حضر الوصف ومنه الوصف الداخلي الذي ركز على الأحوال النفسية (منشغل البال، حزين..) أما اللغة فهي لغة واضحة بألفاظ متداولة بعيدة عن التعقيد والتكلف وذلك لأن الكاتب يرغب في الكشف عن قضية انسانية (التقاعد) وجعل القارئ ينفتح على واقع طبقة اجتماعية تعيش أزمة نفسية ومادية، ورغم هذه اللغة الواضحة إلا أنها ذات دلالات رمزية: الأفق يحيل إلى التطلع إلى المستقبل، الفجر يشي بالمجهول.
ولا ننسى أن انص زاوج بين الانشاء الطلبي الأول للاخبار والثاني للكشف عن الحالات النفسية للشخصيات.
V- تقويم وتركيب
فيما يخص التركيب يجب الاشارة إلى ثلاثة نقط:
أ- الرهان: في هذا النص راهن الكاتب على ايصال هموم فئة المتقاعدين الى المتلقي، من حيث الشكل والمضمون. من حيث الشكل، وظف تقنيات السرد والوصف والحوار، ومن حيث المضمون نسج قصة ذات دلالات نفسية عميقة بأبعاد وجودية تجسد ارتباط الانسان بالمكان والزمان.
ب- القصة ومقوماتها: حيث يشير إلى أهم الأحداث والعلاقة بين الشخصيات وغير ذلك.
ج- الرأي الشخصي: ابداء رأينا في مضمون وشكل النص القصصي.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو