تقديم
يتميز المسرح عن غيره من الفنون بكونه يعتمد التشخيص المباشر لنص مكتوب وهو من أقدم الفنون الذي تعود بداياته إلى اليونان ومن أهم عناصره:
وقد عرف العرب المسرح من خلال أشكال فرجوية قبل أن يتأثروا بالمسرح الغربي، ويترجموا عدة مسرحيات إلى العربية كمسرحيات شكسبير (روميو وجولييت، هاملت، عطيل..) ثم كانت مرحلة التقعيد والتأصيل لمسرح عربي بكتابات عربية خالصة.
أما في المغرب، فالثرات مليء بالأشكال الفرجوية كفن الحلقة، وسلطان الطلبة، وطقوس الأعياد... وقد قام بعض الرواد باستلهام هذا التراث لتأصيل المسرح المغربي، ومذكر منهم: الطيب الصديقي رائد مسرح البساط، وعبد الكريم برشيد رائد المسرح الاحتفالي.
وسنتعرف على مختلف مقومات الفن المسرحي نظريا ثم ندرس بعض النماذج من الكتابات المسرحية لنقترب أكثر من هذا الفن الجميل.
I- التأطير
هذا النص من النصوص النظرية التي تنظر لفن المسرح فتحدد شروطه ومختلف عناصره. وهو للكاتب عبد القادر القط المهتم بالمجال الأدبي، وله في ذلك كتابات منها: مفهوم الشعر عند العرب، الكلمة والصورة، من فنون الأدب، من فنون المسرح الصادر عن دار النهضة العربية بيروت 1978 ومنه اقتطف هذا النص.
فما هي شروط الكتابة المسرحية؟
وما هي عناصر النص المسرحي حسب الكاتب؟
وكيف عبر عن ذلك؟
II- الملاحظة
1- قراءة العنوان
ركب العنوان تركيبا اسميا، عناصر: مبتدأ مضاف إلى المسرحية والخبر مقدر في النص، أما دلاليا فالعناصر هي المكونات الأساسية للشيء، اما المسرحية فهي فن من الفنون تكتب للتشخيص.
2- فرضية القراءة
نفترض أن النص النظري سيتطرق إلى تحديد العناصر الأساسية لكتابة النص المسرحي.
II- قراءة وفهم النص
IV- التحليل
تتبع الكاتب في عرض أفكاره مبدا التدرج وفق تصميم محكم بمقدمة عن أهمية الحوار في النص المسرحي، ليخلص في العرض إلى التفصيل في عناصر المسرحية حسب أهمية الحدث والشخصيات، وفي الأخير يختم بأهمية تكامل العناصر خدمة للبناء العام والدلالات الرمزية للفن المسرحي.
لقد عرف الكاتب كل عنصر من هذه العناصر:
البنية الحجاجية: باعتبار النص مقالة تتضمن حمولة من الأفكار والرؤى فقد توسل الكاتب بعدة أساليب حجاجية للاقناع، منها:
تنتظم العوامل التي يتضمنها النموذج العاملي في أزواج علاقة. كل زوج منها يشكل محورا دلاليا تؤطره إحدى العلاقات الآتية:
1- علاقة التواصل: وهي المحور الدلالي الذي يجمع بين المرسل والمرسل إليه.
2- علاقة الرغبة: وهي المحور الدلالي الذي يجمع بين الذات والموضوع.
3- علاقة الصراع: وهي المحور الدلالي الذي يجمع بين العامل المساعد والعامل المعاكس.
I- تأطير
النص من نصوص الفن المسرحي، وهو فن قديم يرجع إلى عهد اليونان، كما يتميز بقابليته للتجسيد وارتكازه على عنصر الحوار. تطور هذا الفن عند العرب بفعل الاحتكاك مع الغرب ونذكر من رواده عربيا توفيق الحكيم، أما مغربيا فنجد الطيب الصديقي والطيب لعلج وعبد الكريم برشيد صاحب هذا النص المقتطف من مسرحيته "عطيل والخيل والبارود" ضمن تياره الاحتفالي.
فما هو الصراع الدائر بين شخصيات هذا النص؟
ما موضوع الحوار؟
أين تتجلى المظاهر الاحتفالية فيه؟
وما المغزى منه؟
II- ملاحظة
1- قراءة العنوان
لعبة الوهم والحقيقة
2- قراءة البداية
تساؤل عطيل عن مدى معرفته بأحد الوجوه الغريبة عنه.
3- فرضية القراءة
نفترض أن النص عبارة عن مشهد مسرحي يدور حول الصراع بين الوهم والحقيقة.
III- قراءة وفهم النص
تقويم الفهم
تدور أحداث هذا المشهد حول صراع تتمثل أقطابه في عطيل ومن معه مقابل المخرج وكل قطب يحاول التمييز بين الحقائق والأوهام وفي علاقتهم بالقطب الآخر.
IV- التحليل
يدور الصراع بين عطيل ومن معه في مقابل المخرج حول الكشف عن حقيقة كل منهما.
كل من المخرج وعطيل ومن معه يحاول معرفة حقيقة هوية الآخر وحقيقة أفعاله هل هي حقيقة أو مجرد تمثيل (أتمثلون قبل التمثيل؟) وقد قام عنصر الحوار بالكشف عن هذا الصراع وعن نوعيةالقوى الفاعلة فيه والتي توزعه إلى بطلين أساسيين وأبطال ثانويين:
- بتتبعنا لمسا رالحوار ندرك أن حوارا مباشرا هيمن على الكل، فالمخرج وعطيل على المستوى ذاته، ذلك أن كلا منهما هو بطل هذا المشهد.
- أثناء هذا الحوار تتعرف الشخصيات التي تميزت بالقدرة على الحجاج ومنها ربيع الذي يحاصر المخرج بمجموعة من الأدلة.
- من خلال ما سبق، ندرك بأن هذه القوى تنتظم في نموذجعاملي بطله عطيل الذي يرغب في الكشف عن حقيقة المخرج مع وجود قوى مساعدة تمثلت في باقي عناصر المجموعة وشخصيته القوية والذكية، كما أن هناك قوى معارضة من أهمها كثرة أقنعة المخرج وقدرته على التحولات.
- حفل النص بمجموعة من الارشادات المسرحية والتي ساهمت في توضيح معالم الصراع كما أنها ذات أهمية لمن أراد أن يحول هذا النص إلى مشهد مسرحي مباشر، فهي تعطينا فكرة عن انفعالات الممثلين (اندهاش، يحاول أن يتذكر..) وتحديد وجهة خطابهم (لعطيل، لشهريار، للمخرج..)
- من خلال ما سبق يتبين أن جوهر الصراع يدور بين متقابلين هما الحقيقة والوهم وهذه المسألة مرتبطة بحياتنا اليومية وهنا تكمن مقصدية الكاتب والمغزى من النص فهل ما نعيشه في حياتنا هو حقيقة أو أوهام؟
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو