تتواجد السلاسل الجبلية الحديثة على حدود التقارب بين الصفائح، وبالتالي فهي سلاسل بيصفيحية مازالت الظواهر المسؤولة عن تشكلها فعالة ونشيطة، مع وجود دلائل على استمرارية هذا النشاط متمثلة في الزلازل والبراكين الحديثة وما يرافق ذلك من تغيرات بنيوية وعيدانية تلحق الطبقات، على عكس السلاسل الجبلية القديمة التي توقفت الظواهر المسؤولة عن تكوينها في حقب جيولوجي سابق لتعوض بظواهر الحث والتعرية الهادمة لها.
تساؤلات:
تتوفر في الطبيعة ثلاث أنواع من السلاسل الحديثة التي تنشأ على الحدود بين الصفائح، وحسب نوع منطقة التقارب نميز بين:
تنتشر السلاسل الجبلية الحديثة على حدود التقارب بين الصفائح، لكن طبيعة الصفائح المتقاربة أغلفتها الصخرية، تحدد طبيعة ونوع السلسلة المتشكلة في منطقة التماس بين الغلافين الصخريين:
تنشأ هذه السلاسل في مناطق الطمر وذلك نتيجة انغراز غلاف صخري محيطي أسفل غلاف صخري قاري وذلك بتدخل عاملين:
تتميز سلاسل الطمر بمجموعة من الخاصيات التي تمكننا من تحديد طبيعة السلسلة وظروف تشكلها، ويمكن تحديد هذه الخاصيات في الخمس التالية:
a- مستوى بنيوف
على مستوى التماس بين الغلافين الصخريين القاري والمحيطي، تتوزع البؤر الزلزالية بشكل مائل في اتجاه الغلاف الصخري الراكب، حيث أنه كلما ابتعدنا من منطقة التماس في اتجاه القارة ازداد عمق هذه البؤر الزلزالية، ونسمي المستوى الذي يضم جميع البؤر الزلزالية بالمنطقة بمستوى بنيوف.
b- توزيع منحنيات تساوي درجة الحرارة:
على مستوى منطقة التماس بين الصفيحتين، يحدث انخفاض لدرجة الحرارة يفسر بانغراز جسم بارد نحو الأعماق والمتمثل في الغلاف الصخري المحيطي (البارد جدا) مما يؤدي إلى انخفاض في درجات الحرارة حسب مستوى يتطابق مع مستوى بنيوف.
c- بركانية أنديزيتية:
تتميز منطقة الطمر ببركانية انفجارية ينتج عنها تكوين صخور بركانية خاصة مميزة للمنطقة نسميها صخرة الأنديزيت نسبة إلى سلسلة جبال الأنديز.
عند مقارنة صخور الأنديز بصخور الغلاف الصخري المحيطي المنغرز من جهة وصخور القشرة القارية الراكبة من جهة أخرى فإننا نلاحظ أن صخور الأنديزيت وسيطة، في نسب مكوناتها الكيميائية، بين صخور القشرة القارية والقشرة المحيطية لمنطقة الطمر.
عند وصول الغلاف الصخري المحيطي المنغرز إلى عمق معين، حيث درجة الحرارة مرتفعة نسبيا، وبفضل توفر الماء الذي يساهم في انصهار الصخور عند درجات حرارة أقل من درجة الحرارة اللازمة لانصهارها في الطبيعة، فإنها تنصهر فتشكل صهارة قاعدية، تصعد ، بفعل كثافتها المنخفضة، نحو السطح مخترقة صخور القشرة القارية التي تعلوها، ويرافق هذا الاختراق بانصهار منطقة الاختراق (صخور القشرة القارية) ودمج تركيبها الكيميائي داخل الصهارة الأصلية الصاعدة، فتتشكل صهارة وسيطة، في تركيبها الكيميائي، بين صخور القشرتين القارية والمحيطية.
يؤدي انغراز القشرة المحيطية (ارتفاع درجة الضغط ودرجة الحرارة) إلى وصولها على أعماق قد تصل فيها درجة الحرارة إلى ما يقارب 1000°C لكنها مع هذا تبقى غير كافية لانصهار الصخور القاعدية (خاصة البريدوتيت الذي يلزمه 1200°C على الأقل للانصهار)، وبالتالي من الضروري توفر عنصر مساعد للانصهار في ظل درجة الحرارة المنخفضة هاته: إنه عنصر الماء !!!
تتعرض صخور القشرة المحيطية، نتيجة مكوثها في أعماق المحيط لزمن جيولوجي كبير، لتغير في تركيبها الكيميائي نتيجة توفر الماء الذي يمكن من اغتناء معادنها بالماء فتصبح مميهة (hydratés).
خلال عملية الانغراز تتعرض هذه المعادن لدرجات حرارة مرتفعة (800°C-1000°C)، فينتج عن ذلك ظاهرتان:
d- موشور التضخم:
وهو عبارة عن بنية تتشكل نتيجة كشط الرواسب المميهة التي تعلو القشرة المحيطية وتجميعها في منطقة التماس بين القشرتين القارية والمحيطية
e- الحوض الهامشي:
يعوض الانخفاض الذي يتشكل في الجزء القاري، ما بعد السلسلة الجبلية، الارتفاع الجديد المتمثل في سلسلة الطمر، كما يعبر الانخفاض عن نقصان في كمية المادة يعوض زيادتها على مستوى السلسلة الجبلية وذلك للحفاظ على:
ويؤكد هذا العلاقة التي تربط موشور التضخم و ارتفاع السلسلة الجبلية بالحوض الهامشي و زاوية انغراز القشرة المحيطية حيث:
تشكلت سلسلة جبال الأنديز عبر انغراز غلاف صخري محيطي أسفل آخر قاري لصفيحة مختلفة، نتج عنه ارتفاع السلسلة الجبلية. تنصهر أجزاء الغلاف الصخري المنغرز فتتشكل الصهارة الأنديزيتية التي تنتج الأنديزيت، ويمكن هذا الانصهار من استمرار انغراز الغلاف الصخري المحيطي وبالتالي استمرار ظاهرة الطمر.
الفالق كل كسر مصحوب بحركة الكتل، وبالتالي فهو يلحق الصخور الصلبة التي من المفترض أن تتواجد على سطح الأرض حيث تمنع درجة الحرارة المنخفضة مرونتها.
يمكن اتجاه ومنحى حركة الكتل، وكذلك نتيجة عمل الفالق، من التمييز بين أنواع مختلفة من الفوالق:
الطيات بنيات جيولوجية تعبر عن تشوه يلحق الصخور الخاضعة لتأثير ظروف خارجية وداخلية تمكنها من مرونة متوسطة، وهي ظروف متوفرة في أعماق متوسطة من الأرض.
وهي تشوهات تكتونية تجمع خصائص الفوالق والطيات في نفس الوقت وذلك بفعل عوامل تكتونية من جهةن وخضوع الطبقات في الأعماق لعوامل ترفع من لدانتها
تتدخل مجموعة من العوامل في تشوه الصخور، ومنها عوامل داخلية وأخرى خارجية:
عند توقف الطمر بسبب عدم تمكن الغلاف الصخري المحيطي مواصلة انغرازه أسفل الغلاف الصخري القاري، ومع استمرار عمل القوى، يركب الغلاف الصخري المحيطي فوق الغلاف الصخري القاري (عكس مبدأ الكثافة).
لا يتوفر هذا النوع من السلاسل الجبلية إلا ناذرا، على اعتبار أنه مرحلة النتقالية بين الطمر والاصطدام، وتمثله نماذج قليلة على الكرة الأرضية أهمها سلسلة جبال عمان، وتبين الوثيقة التالية موقع هذه السلسلة ومميزاتها الصخرية والتكتونية.
إن أهم خاصية يجب التركيز عليها داخل هذا النوع من السلاسل الجبلية هي السدائم والتي تتميز ب:
نتجت سلسلة الطفو، في هذا النموذج، عن تقارب بين غلافين صخريين محيطيين تم طمر أحدهما أسفل الأخر فنسمي الظاهرة طمرا محيطيا. لا تتمكن هذه الظاهرة من الاستمرار فتتوقف لينتج عنه زحف كتل محيطية فوق كتل قارية عكس مبدأ الكثافة: إنها ظاهرة الطفو.
يدل توفر البركانية الأنديزيتية (المميزة لمناطق الطمر) داخل سلاسل الطفو على تعرض المنطقة لطمر سابق تم حجزه (توقيفه) وتعويضه بالطفو استجابة لعمل القوى التكتونية الضاغطة.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو