تتميز الاستجابة المناعتية بتعدد العناصر المتدخلة خلالها وكذلك طبيعة تدخلها، حيث قد تتم بشكل غير موجه ضد مولد مضاد خاص (أو نوعي) فنسميها بالتالي استجابة مناعتية غير نوعية أي أنها من المفروض أن تسيب ضد جميع أنواع مولدات المضاد، أو تكون في حالة أخرى موجهة ضد مولد مضاد خاص ونوعي فنسميها بالتالي استجابة مناعتية نوعية. تضم الاستجابة المناعتية غير النوعية ثلاثة أشكال من التدخل:
تتدخل عناصر الجهاز المناعتي في الحفاظ على تمامية الجسم حيث يفترض في هذا التدخل المحافظة على الذاتي ومحاربة غير الذاتي، ويتطلب هذا التدخل توفر مجموعة من الشروط والعناصر وتنظيم دور كل منها. تساؤلات: ما هي أشكال تدخلات الجهاز المناعتي؟ ما هي العناصر المتدخلة في الاستجابة المناعتية؟ كيف يتم تنظيم تدخل عناصر الاستجابة المناعتية؟
نقصد بالوسائل المناعتية غير النوعية، جميع الآليات المناعتية التي تحارب العنصر الممرض (مولد المضاد) بغض النظر عن طبيعته، وهي بالتالي آليات لا تتطلب اكتسابا (فطرية) أو تربية ومنها:
يتوفر الجسم على مجموعة من الحواجز الطبيعية تختلف حسب طبيعتها: ميكانيكية، كيميائية و بيئية (ايكولوجية)
تدخل الاستجابة الالتهابية ضمن الاستجابة المناعتية غير النوعية بسبب كونها غير موجهة ضد مولد مضاد معين إضافة إلى تميزها بنفس الأعراض كيفما كانت طبيعة مولد المضاد، وتتمثل هذه الأعراض في:
تحدث الاستجابة الالتهابية بتدخل مجموعة من الوسائط الكيميائية والخلايا المناعتية: أ- الخلايا: تعتبر البلعميات أهم الخلايا المناعتية المتدخلة في محاربة مولد المضاد وتنفيذ هذا النوع من الاستجابات المناعتية غير النوعية، لكن دورها لا يكتمل إلا بتدخل خلايا أخرى منتجة لمواد كيميائية نسميها الوسائط الالتهابية. ب- الوسائط الالتهابية: وهي عبارة عن وسائط كيميائية، تتدخل من جهة في الرفع من نفاذية الشعيرات الدموية للسماح بخروج مكونات الدم نحو موقع التعفن، ومن جهة أخرى تقوم بجذب الخلايا المناعتية وخاصة البلعميات إلى موقع وجود العنصر الممرض قصد القضاء عليه. ج- دور جهاز عامل التكملة في الاستجابة المناعتية غير النوعية جهاز عامل التكملة هو عبارة عن مركبات بروتينية يتم تنشيطها بشكل متسلسل، ويمكن تدخل هذا الجهاز من القضاء على مولد المضاد مباشرة ( تكوين مركب الهجوم الغشائي) أو المساعدة في القضاء عليه (جذب البلعميات وتسهيل البلعمة)، وتمثل الوثيقة التالية الأدوار المختلفة لجهاز عامل التكملة:
وهي آلية مناعتية غير نوعية تشكل جزءا من الاستجابة الالتهابية كما يمكنها أن تكون مستقلة. تتدخل خلال البلعمة خلايا مناعتية خاصة كالبلعميات الكبيرة والعدلات، وهي ألية غير موجهة ضد مولد مضاد محدد. تتطلب البلعمة مجموعة من المراحل كالتالي: يتم تسهيل عمل البلعميات، في حالات عدة، بدور مساعد من طرف جهاز عامل التكملة، وتتم هذه المساعدة عبر المراحل التالية: إلا أن تدخل البلعميات لا يؤدي دائما إلى القضاء على العنصر الممرض (مولد المضاد) بل قد يبقى العنصر الممرض في حالة كمون واستقرار داخل البلعمية (حضانة البلعمية لمولد المضاد) كما يمكن أن يقضي مولد المضاد على البلعمية وتنتشر العدوى، تبين الوثيقة التالية الحالات الثلاث الناتجة عن تدخل البلعميات:
1-معطيات تجريبية نقوم بحقن نوعين من الذوفان، والذي هو عبارة عن مولد مضاد موهن بفعل درجة الحرارة المرتفعة أو تحت تأثير مواد كيميائية كالفورمول، فيفقد بالتالي مولد المضاد خاصية الامراض لكنه يحتفظ بخاصية إثارة استجابة مناعتية باعتباره عنصرا أجنبيا. من جهة أخرى نقوم بحقن السمينات الممرضة في الظروف التجريبية التي تبينها الوثيقة التالية: 2- تحليل واستنتاج
3- خلاصة إن الاستجابة المناعتية في هذه الحالة موجهة ضد مولد مضاد خاص (نوعي) وبالتالي يتعلق الأمر باستجابة مناعتية نوعية تتم في هذه الحالة بتدخل مواد كيميائية موجودة بالمصل.
تعتبر الذاكرة المناعتية من أهم خصائص الاستجابة المناعتية، وتبين الوثيقة التالية معطيات تجريبية تمكن من فهم هذه الآلية المناعتية:
تتمكن اللمفاويات من التعرف مولد المضاد ومحاربته بأسرع وقت خلال دخوله المتكرر لنفس الجسم وذلك بفعل تعرفها المسبق على نفس مولد المضاد، وبالتالي فإن للجهاز المناعتي يحتفظ بذاكرة تمكنه من محاربة مولد المضاد بشكل أكثر نجاعة وفعالية عند الدخول المتكرر لهذا الأخير. تفسر الوثيقة التالية آلية الذاكرة المناعتية:
يحتاج تسييب الاستجابة المناعية بشكليها النوعي وغير النوعي إل مجموعة من الخلايا والأعضاء والتي من بينها أعضاء رئيسية مكلفة بإنتاج وإنضاج الخلايا المناعية، وأعضاء محيطية مكلفة خاصة بتخزين الخلايا المناعية الناضجة أي القارة على التعرف عل مولد المضاد من جهة ثم القضاء عليه من جهة ثانية.
تتعدد الخلايا المناعية المتدخلة في تسييب الاستجابة المناعية بشكليها النوعي وغير النوعي، وأهمها البلعميات واللمفاويات.
يقدم الفيديو مجموع العناصر المتدخلة في الاستجابة المناعية من خلايا وأعضاء.
مفهوم الكفاية المناعية: نقصد بالكفاية المناعية عملية نضج الخلايا المناعية وخاصة اللمفاويات بنوعيها B و T، ويمكن هذا النضج من الحصول على خلايا قادرة عل القيام بوظيفتها المتمثلة في القدرة على التعرف على غير الذاتي بغرض القضاء عليه. تنتج جميع الخلايا الدموية، بما فيها الكريات البيضاء( جميع أصناف الكريات البيضاء وخاصة اللمفاويات B و T)، انطلاقا من النخاع العظمي الأحمر، لكن تحتاج اللمفاويات إلى تربية تمكنها من اكتساب كفايتها المناعية التي تتلخص في مبداين:
وهذا يفرض نضج اللمفاويات (النوعية) بعد عملية انتاجها، ويتجلى نضج اللمفاويات في تركيبها لمستقبلات غشائية تمكنها من التعرف على مولد المضاد غير الذاتي ومن تم محاربته.
تنتج اللمفاويات B وتنضج كذلك على مستوى النخاع العظمي الأحمر، وتبين الوثيقة التالية آلية نضجها واكتسابها الكفاية المناعية: تكتسب اللمفاويات B نضجها (كفايتها المناعتية) في نفس موقع انتاجها وهو النخاع العظمي الأحمر، حيث تركب كريونات مناعتة غشائية (مضادات أجسام غشائية) ثم تخضع لعملية انتقاء حيث يعرض عليها بيبتيد الذاتي فتحذف جميع اللمفاويات B القادرة على التعرف والارتباط بيبتيد الذاتي المعروضة من طرف خلايا النخاع العظمي الأحمر (لتفادي محاربة الذاتي).
تختلف آلية اكتساب الكفاية المناعتية لهذه اللمفاويات عن اللمفاويات B من حيث موقع النضج الذي يتم داخل الغدة السعترية . بعد انتاجها على مستوى النخاع العظمي الأحمر، تنتقل اللمفاويات T بنوعيها T4 و T8 الناضجة ( والتي تختلف فيما بينها حسب مستقبلاتها الغشائية وطبيعة CMH). إن آلية تدخل اللمفاويات T للتعرف على مولد المضاد ومحاربته تختلف عن تدخل اللمفاويات B، حيث يفترض في اللمفاويات B التعرف المباشر على مولد المضاد بواسطة "مضادات الأجسام الغشائية" التي تعتبر مستقبلات LB الغشائية، بينما اللمفاويات T لا تستطيع التعرف إلا على المركب CMHذاتي-بيبتيد غير ذاتي وهذا يجعل اكتسابها لكفايتها المناعتية أكثر تعقيدا من LB، حيث تخضع لانتقائين متتالين على مستوى الغذة السعترية:
يتطلب تنفيذ الاستجابة المناعية ذات المسلك أو الوسيط الخلوي مجموعة من الشروط، كما أنها تتم عبر مراحل.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو