الاستجابة المناعية غير النوعية

تتميز الاستجابة المناعتية بتعدد العناصر المتدخلة خلالها وكذلك طبيعة تدخلها، حيث قد تتم بشكل غير موجه ضد مولد مضاد خاص (أو نوعي) فنسميها بالتالي استجابة مناعتية غير نوعية أي أنها من المفروض أن تسيب ضد جميع أنواع مولدات المضاد، أو تكون في حالة أخرى موجهة ضد مولد مضاد خاص ونوعي فنسميها بالتالي استجابة مناعتية نوعية. تضم الاستجابة المناعتية غير النوعية ثلاثة أشكال من التدخل:

1- الحواجز الطبيعية للجسم

2- الاستجابة الالتهابية

3- البلعمة وأدوار جهاز عامل التكملة

تتدخل عناصر الجهاز المناعتي في الحفاظ على تمامية الجسم حيث يفترض في هذا التدخل المحافظة على الذاتي ومحاربة غير الذاتي، ويتطلب هذا التدخل توفر مجموعة من الشروط والعناصر وتنظيم دور كل منها. تساؤلات: ما هي أشكال تدخلات الجهاز المناعتي؟ ما هي العناصر المتدخلة في الاستجابة المناعتية؟ كيف يتم تنظيم تدخل عناصر الاستجابة المناعتية؟

 I- وسائل الدفاع غير النوعية (الاستجابة المناعتية غير النوعية)

نقصد بالوسائل المناعتية غير النوعية، جميع الآليات المناعتية التي تحارب العنصر الممرض (مولد المضاد) بغض النظر عن طبيعته، وهي بالتالي آليات لا تتطلب اكتسابا (فطرية) أو تربية ومنها:

1- الحواجز الطبيعية للجسم 

يتوفر الجسم على مجموعة من الحواجز الطبيعية تختلف حسب طبيعتها: ميكانيكية، كيميائية و بيئية (ايكولوجية)

2- الاستجابة الالتهابية

تدخل الاستجابة الالتهابية ضمن الاستجابة المناعتية غير النوعية بسبب كونها غير موجهة ضد مولد مضاد معين إضافة إلى تميزها بنفس الأعراض كيفما كانت طبيعة مولد المضاد، وتتمثل هذه الأعراض في:

  • الاحمرار: ارتفاع تدفق الدم نحو منطقة التعفن
  • الانتفاخ: ارتفاع نفاذية الشعيرات الدموية وخروج خلايا ومواد كيميائية من الشعيرات نحو موقع التعفن
  • ارتفاع محلي لدرجة الحرارة في موقع دخول العنصر الممرض: تجمع الدم ونقصان الصبيب الدموي في موقع التعفن.
  • الإحساس بالألم : تمدد النهايات العصبية.

تحدث الاستجابة الالتهابية بتدخل مجموعة من الوسائط الكيميائية والخلايا المناعتية: أ- الخلايا: تعتبر البلعميات أهم الخلايا المناعتية المتدخلة في محاربة مولد المضاد وتنفيذ هذا النوع من الاستجابات المناعتية غير النوعية، لكن دورها لا يكتمل إلا بتدخل خلايا أخرى منتجة لمواد كيميائية نسميها الوسائط الالتهابية. ب- الوسائط الالتهابية: وهي عبارة عن وسائط كيميائية، تتدخل من جهة في الرفع من نفاذية الشعيرات الدموية للسماح بخروج مكونات الدم نحو موقع التعفن، ومن جهة أخرى تقوم بجذب الخلايا المناعتية وخاصة البلعميات إلى موقع وجود العنصر الممرض قصد القضاء عليه. ج- دور جهاز عامل التكملة في الاستجابة المناعتية غير النوعية  جهاز عامل التكملة هو عبارة عن مركبات بروتينية يتم تنشيطها بشكل متسلسل، ويمكن تدخل هذا الجهاز من القضاء على مولد المضاد مباشرة ( تكوين مركب الهجوم الغشائي) أو المساعدة في القضاء عليه (جذب البلعميات وتسهيل البلعمة)، وتمثل الوثيقة التالية الأدوار المختلفة لجهاز عامل التكملة:

3- البلعمة

وهي آلية مناعتية غير نوعية تشكل جزءا من الاستجابة الالتهابية كما يمكنها أن تكون مستقلة. تتدخل خلال البلعمة خلايا مناعتية خاصة كالبلعميات الكبيرة والعدلات، وهي ألية غير موجهة ضد مولد مضاد محدد. تتطلب البلعمة مجموعة من المراحل كالتالي: يتم تسهيل عمل البلعميات، في حالات عدة، بدور مساعد من طرف جهاز عامل التكملة، وتتم هذه المساعدة عبر المراحل التالية: إلا أن تدخل البلعميات لا يؤدي دائما إلى القضاء على العنصر الممرض (مولد المضاد) بل قد يبقى العنصر الممرض في حالة كمون واستقرار داخل البلعمية (حضانة البلعمية لمولد المضاد) كما يمكن أن يقضي مولد المضاد على البلعمية وتنتشر العدوى، تبين الوثيقة التالية الحالات الثلاث الناتجة عن تدخل البلعميات:

الكشف عن نوعية الاستجابة المناعية

الكشف عن أن الاستجابة المناعتية موجهة ضد مولد مضاد نوعي.

1-معطيات تجريبية نقوم بحقن نوعين من الذوفان، والذي هو عبارة عن مولد مضاد موهن بفعل درجة الحرارة المرتفعة أو تحت تأثير مواد كيميائية كالفورمول، فيفقد بالتالي مولد المضاد خاصية الامراض لكنه يحتفظ بخاصية إثارة استجابة مناعتية باعتباره عنصرا أجنبيا. من جهة أخرى نقوم بحقن السمينات الممرضة في الظروف التجريبية التي تبينها الوثيقة التالية: 2- تحليل واستنتاج

  • تجربة 1: موت الفأر نلاتج عن إصابته بالمرض نتيجة حقنه بسمين الكزاز الممرض
  • تجربة 2: لقد منع دوفان الكزاز المحقون مسبقا الفأر ضد سمين الكزاز
  • تجربة 3: لم يمنع سمين الكزاز الفأر ضد سمين الدفتريا نتيجة مولدي المضاد
  • تجربة 4: مكن مصل الفأٍر S1 الفأر S2 من اكتساب مناعة ضد سمين الكزاز، وبالتالي فالعناصر المناعتية التي تم تناقلها بين الفأرين في هذه الحالة متوفرة داخل المصل.

3- خلاصة إن الاستجابة المناعتية في هذه الحالة موجهة ضد مولد مضاد خاص (نوعي) وبالتالي يتعلق الأمر باستجابة مناعتية نوعية تتم في هذه الحالة بتدخل مواد كيميائية موجودة بالمصل.

الذاكرة المناعية

كيف تتذكر عناصر الجهاز المناعتي مولدات المضاد عند دخولها المتوالي؟

1- معطيات تجريبية

تعتبر الذاكرة المناعتية من أهم خصائص الاستجابة المناعتية، وتبين الوثيقة التالية معطيات تجريبية تمكن من فهم هذه الآلية المناعتية:

2- تحليل واستنتاج

  • تجربة 1: رفض الطعم ناتج عن عدم التلاؤم النسيجي بين الفأرين وتطلب الرفض مدة زمنية طويلة نسبيا
  • تجربة 2: بعد التطعيم الأول، يرفض الفأر B الطعم لكن في مدة زمنية أقل وذلك ناتج عن تعرف عناصر جهازه المناعتي مسبقا على خلايا نسيج الطعم على اعتبار أنها غير ذاتية
  • تجربة 3: رغم كون الطعم تم لأول مرة لدى الفأر c إلا أن رفضه تم في مدة زمنية تطابق التجربة الثانية مع اختلاف ظروف التجربتين، وذلك بفعل تلقي الفأر C للمفاويات الفأر B وبالتالي فإن العناصر المناعتية المتدخلة في التعرف على مولد المضاد ومهاجمته بأسرع وقت عند دخوله الموالي لنفس الجسم هي عبارة عن لمفاويات.

3- خلاصة

تتمكن اللمفاويات من التعرف مولد المضاد ومحاربته بأسرع وقت خلال دخوله المتكرر لنفس الجسم وذلك بفعل تعرفها المسبق على نفس مولد المضاد، وبالتالي فإن للجهاز المناعتي يحتفظ بذاكرة تمكنه من محاربة مولد المضاد بشكل أكثر نجاعة وفعالية عند الدخول المتكرر لهذا الأخير. تفسر الوثيقة التالية آلية الذاكرة المناعتية:

أعضاء وخلايا الجهاز المناعي

يحتاج تسييب الاستجابة المناعية بشكليها النوعي وغير النوعي إل مجموعة من الخلايا والأعضاء والتي من بينها أعضاء رئيسية مكلفة بإنتاج وإنضاج الخلايا المناعية، وأعضاء محيطية مكلفة خاصة بتخزين الخلايا المناعية الناضجة أي القارة على التعرف عل مولد المضاد من جهة ثم القضاء عليه من جهة ثانية.

تتعدد الخلايا المناعية المتدخلة في تسييب الاستجابة المناعية بشكليها النوعي وغير النوعي، وأهمها البلعميات واللمفاويات.

يقدم الفيديو مجموع العناصر المتدخلة في الاستجابة المناعية من خلايا وأعضاء.

الكفاية المناعية

كيف تكتسب الخلايا المناعية كفايتها المناعية؟

مفهوم الكفاية المناعية: نقصد بالكفاية المناعية عملية نضج الخلايا المناعية وخاصة اللمفاويات بنوعيها B و T، ويمكن هذا النضج من الحصول على خلايا قادرة عل القيام بوظيفتها المتمثلة في القدرة على التعرف على غير الذاتي بغرض القضاء عليه. تنتج جميع الخلايا الدموية، بما فيها الكريات البيضاء( جميع أصناف الكريات البيضاء وخاصة اللمفاويات B و T)، انطلاقا من النخاع العظمي الأحمر، لكن تحتاج اللمفاويات إلى تربية تمكنها من اكتساب كفايتها المناعية التي تتلخص في مبداين:

  • عدم محاربة الذاتي.
  • محاربة غير الذاتي.

وهذا يفرض نضج اللمفاويات (النوعية) بعد عملية انتاجها، ويتجلى نضج اللمفاويات في تركيبها لمستقبلات غشائية تمكنها من التعرف على مولد المضاد غير الذاتي ومن تم محاربته.

1- اللمفاويات B

تنتج اللمفاويات B وتنضج كذلك على مستوى النخاع العظمي الأحمر، وتبين الوثيقة التالية آلية نضجها واكتسابها الكفاية المناعية:   تكتسب اللمفاويات B نضجها (كفايتها المناعتية) في نفس موقع انتاجها وهو النخاع العظمي الأحمر، حيث تركب كريونات مناعتة غشائية (مضادات أجسام غشائية) ثم تخضع لعملية انتقاء حيث يعرض عليها بيبتيد الذاتي فتحذف جميع اللمفاويات B القادرة على التعرف والارتباط بيبتيد الذاتي المعروضة من طرف خلايا النخاع العظمي الأحمر (لتفادي محاربة الذاتي).

2- اللمفاويات T

تختلف آلية اكتساب الكفاية المناعتية لهذه اللمفاويات عن اللمفاويات B من حيث موقع النضج الذي يتم داخل الغدة السعترية . بعد انتاجها على مستوى النخاع العظمي الأحمر، تنتقل اللمفاويات T بنوعيها T4 و T8 الناضجة ( والتي تختلف فيما بينها حسب مستقبلاتها الغشائية وطبيعة CMH). إن آلية تدخل اللمفاويات T للتعرف على مولد المضاد ومحاربته تختلف عن تدخل اللمفاويات B، حيث يفترض في اللمفاويات B التعرف المباشر على مولد المضاد بواسطة "مضادات الأجسام الغشائية" التي تعتبر مستقبلات LB الغشائية، بينما اللمفاويات T لا تستطيع التعرف إلا على المركب CMHذاتي-بيبتيد غير ذاتي وهذا يجعل اكتسابها لكفايتها المناعتية أكثر تعقيدا من LB، حيث تخضع لانتقائين متتالين على مستوى الغذة السعترية:

  • الانتقاء الأول: يتم على مستوى المنطقة القشرية للغدة السعترية، حيث تعرض خلايا الغدة السعترية CMH الذاتي، كل اللمفاويات T التي تمكنت من التعرف (الارتباط) بواسطة مستقبلها T (TCR) على CMH الذاتي يتم الإبقاء عليها، بينما تحذف باقي اللمفاويات T غير القادرة على التعرف على CMH الذاتي.
  • الانتقاء الثاني: يتم على مستوى المنطقة النخاعنية (اللبية) للغذة السعترية، حيث تعرض خلايا هذه المنطقة المركب CMH ذاتي-بيبتيد غير ذاتي وكل اللمفاويات التي استطاعت التعرف على هذا المركب يتم حذفها بينما يحتفظ بجميع اللمفاويات T التي لا يتكامل مستقبلها T مع المركب  CMHذاتي-بيبتيد ذاتي.

الاستجابة المناعية النوعية ذات المسلك الخلوي

يتطلب تنفيذ الاستجابة المناعية ذات المسلك أو الوسيط الخلوي مجموعة من الشروط، كما أنها تتم عبر مراحل.

1- شروط تدخل اللمفاويات T

2- آليات الاستجابة المناعتية النوعية ذات الوسيط الخلوي

  • مسلك خلوي: إذا كانت العناصر المنفذة (التي تقضي على مولد المضاد) للاستجابة المناعية عبارة عن خلايا.
  • مسلك خلطي: إذا كانت العناصر المنفذة للاستجابة عبارة عن جزيئات كيميائية موجودة داخل الأخلاط وخاصة المصل.

I- الاستجابة المناعية النوعية ذات المسلك الخلوي

لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو

النسخة المجانية لكيزاكو:
  • ملخصات الدروس غير محدودة
  • فيديو مجاني في كل درس
  • تمرين مصحح مجاني
  • اختبار تفاعلي
إنشاء حساب مجاني
Signaler une erreur
Signaler une erreur